نادي الطليعة

 

 

نادي الطليعة 1960

نبذة تعريفية

برزت فكرة إنشاء نادي ثقافي يقوم على أسس غير أسس وأهداف النوادي الرياضية,  وقد كانت الأندية الرياضية بشكل عام – فيما عدى نادي التحرير ونادي النهضة – حشد من الإتباع. ويبدو أن فكرة إنشاء نادي ثقافي برزت عام 1952 بين مجموعتين. أولهما: جماعة مكونة على ما اذكر من خليفة خالد السويد, ومبارك سعيد العلي وصالح محمد ألسليطي, ومني, وكنا نجتمع ونناقش الفكرة منذ عام 1958 وقررنا جمع اشتراكات شهرية كي نستطيع تأجير مكان للنادي. وثانيهما مجموعة مكونة من حمد الحميدي واحمد عبدا لله الخال وعبد اللطيف الجابر وخالد الربان واحمد معرفية وعدد من أصدقائهم.
وفي عام 1959 بعد أن عدت من مصر حاصلا على الإعدادية من هناك, ومطلعاً على نشاط المسرح ونشاط جمعية الشبان المسلمون الاجتماعية والدينية, تم التواصل بين أفراد من المجموعتين السالف ذكرهما وبآخرين من زملاء الدراسة وزملاء العمل وبدأنا حركة من أجل تأسيس النادي الثقافي المنشود.
وأذكر إنني تعاونت مع ألراغبين في تأسيس النادي على محاورين. أولهما: محور بلورة فكرة النادي وكتابة نظاما أساسيا له يحدد أهدافه. وقد تم ذلك في كراج يوسف للميكانيك المشهور, وذلك في الليل بفضل عضوية الأخوان محمد وعبد الله العالي وسماحهم لنا باستخدام المكان. واذكر من الذين شاركوا في وضع النظام الأساسي محمد العالي واحمد الخال وخليفة السويدي وآخرين, وقد توصلنا بعد بضعة لقاءات إلى إعداد مسودة النظام الأساسي كما توصلنا إلى بعض التفاهمات حول أسم النادي والعضوية فيه. وثانيها: محور تنمية عضوية النادي. واذكر ان الأخ مبارك بن راشد الهتمي وأنا قمنا بعمل قائمة أولية من الأسماء المرشحة وكتبناها على "بكرة" ورق آلات الحاسبة التي يستعملها البنك العربي, حيث كنا, مبارك وأنا نعمل في البنك أواخر عام 1959. وثانيهما: محور توفير إمكانيات مادية للنادي وقد وضعت ما تم جمعه لدينا من مساهمات سابقة, كما قام الأخ خليفة السويدي, بالرغم من عدم انضمامه إلى عضوية النادي فيما بعد, بجهود طيبة جمع من خلالها تبرعات عينية منها آلة كاتبة وبعض الكتب والأثاث.
 وبذلك اكتملت الاستعدادات مع نهاية عام 1959. وبدأنا في عام 1960 في البحث عن مكان ووجدنا بيت عربي كبير به حوش واسع وأكثر من 7 غرف وملحقاتها. وكان البيت لأحد التجار مقابل قسم التغذية وربما يكون موقعه غرب سوق الدوسري الحالي. وكان  بجانب البيت ارض فضاء أقيمت عليها مساكن عشوائية يسكنها البلوش, شب فيها حريق كبير بعد أن جاورنهم بفترة. كانت أجرة البيت 250 ربيه وهذا مبلغ كبير ولكن إمكانيات النادي وما حصلنا عليه من مساهمات الأعضاء والتبرعات, كانت كفيلة بتغطية مصاريف النادي.
بعد حوالي الشهر من الاستقرار في المنزل الفسيح عقدنا جمعية عمومية أقرت النظام الأساسي وانتخبت أعضاء مجلس إدارة مكوناً من:
  • علي خليفة الكوارى                رئيساً
  • خالد محمد الربان                   نائباً للرئيس
  • محمد يوسف العالي                 سكرتيراً
  • مبارك راشد الهتمي                 أمينا للصندوق
  • احمد عبدا لله الخال                  سكرتيراً للنشاط الثقافي
  • ناصر احمد الثاني                 سكرتيراً للنشاط الاجتماعي
  • احمد عبدا لله المالكي                عضو مجلس الإدارة
 
اذكر أيضا أن عدد من حضر الجمعية العمومية كانوا عشرون عضو, وسبب تذكري هذا هو إننا اتفقنا على أسماء أعضاء مجلس الإدارة وقد تم انتخاب معظم المرشحين بكامل الأصوات العشرين وكنت أنا الوحيد الذي حصل على 16 صوت من أصل عشرين. وبعد ذلك علمت أن جماعة احمد الخال وخالد الربان, لم يصوتوا لصالحي كي لا  أكون رئيسا للنادي.
و حسب ما تسعفني الذاكرة فإن اعضاء النادي هم الساده الوارده اسماءهم ادناه:
أحمد عبدا لله الخال, أحمد عبد الله المالكي, بدر خليفة السادة, جابر أحمد السليطي, جاسم محمد المسلم, حمد غانم السليطي, خالد محمد الربان, خليفة غانم الكبيسي, خليفة محمد عباش, سالم رزق, سعد صالح الباكر, سيف عيسى النصر, عبد الله جمعة الكبيسي,عبد الله عبد اللطيف السادة ,عبد الله يوسف العالي,علي خليفة الكواري, مبارك راشد الهتمي, محمد حمد الهتمي, محمد عيسى النصر, محمد يوسف العالي, ناصر أحمد بن خالد الثاني, ناصر عمر الرفع.
 بدا النادي نشاطه بجد وركزنا على ثلاثة نشاطات أولها مجلة النادي وقد تولى احمد الخال رئاسة تحريرها وقد صدرت شهرياً في ثلاث نسخ مطبوعة على الآلة الكاتبة  نعلق أحدها على الحائط والثانية نضعها في المكتبة والثالثة نحتفظ بها. وثانيها: نشاط الرحلات وقد تولاه الأخ ناصر بن احمد الثاني وكان نشاطا بارزاً هدفه تغطية  رحلات النادي لشبه جزيرة قطر. بحيث يكون الهدف من كل رحلة هو التعرف على منطقة من مناطق قطر وزيارة معالمها. فزرنا شمال قطر وغربها والخرارة في جنوبها. ولهذه الرحلات ذكريات جميلة وصور وثقت بعض آثار قطر التي اندثرت مثل قلعة مرير وقلعة الزيارة.
 وثالث النشاطات كان المسرح. ومسرح نادي الطليعة هو أول مسرح في قطر وقد كان على خشبة مسرح حسب الأصول, بها مخبئ للملقن. وقد تم بناء خشبة المسرح بجهود أعضاء النادي. وكان الأخ محمد العالي هو أستاذ البناء والنجار كما كانت سيارة الاخ ناصر عمر الدفع الجيب هي التي نقلنا فيها الطابوق ومواد البناء.
 كان حضور المسرح واسعاً بلغ في بعض المسرحيات مئات الحاضرين وكان الدخول بتذاكر من أجل توفير موارد للنادي , أما موضوعات المسرح فقد كانت تتناول المسكوت عنه, ومنها مسرحية بين الماضي والحاضر التي ألفها صالح محمد ألسليطي وأخرجتها أنا وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير, فبعدها زادت المعارضة الرسمية لنشاطات النادي وتعززت رغبة السلطات في إغلاقه واتخذت الحكومة من صورة القذيفة البدائية التي صنعها الأخ محمد العالي – وكنا نسميه في النادي جامع الصنائع – وأطلقها بقوة البارود إلى مسافة 15 متر ونشرت المجلة صورة لها, عذرا لتسكير نادي الطليعة إلى جانب مسرحية قطر بين الماضي والحاضر.
والى جانب هذه النشاطات كانت المكتبة والمحاضرات والمناظرات الشعرية من بين النشاطات التي تعكس اهتمامات النادي. ومن أهمها المناظرة الشعرية بين حسن علي النعمة وعبد الله يوسف الجيدة في عام 1960 والتي أدارها أحمد التاجر, قد عكست من خلال الشعر العربي ما يدور من صراع بين القوميين واليساريين في العراق في عهد عبد الكريم قاسم. 
وفي عام 1961 وبعد عام من إنشاء النادي داهمت الدبابات والفداوية النادي بعد صلاة المغرب وأخذت من كان فيه من الأعضاء ومن الزوار إلى السجن. ومن بين الحاضرين خالد الربان ومحمد وعبدا لله العالي ومحمد بن حمد الهتمي وجابر احمد ألسليطي وخليفة غانم الكيسي وبدر خليفة السادة. وكان الأستاذ عمر الخطيب في زيارة للنادي من اجل النظر في تطوير نشاط رياضي غير كورة القدم, يتضمن كرة الطائرة وكرة السلة, كي  يزاولها أعضاء النادي, وقد أخذ الأستاذ عمر مع من كانوا في النادي إلى السجن وكان جل اهتمامنا تخليصه من ذلك.  واحمد الخال له قصة طريفة فلم يكن في النادي ساعة القبض على الزملاء وعندما وصل كانت الشرطة ما زالت هناك فسألوه هل أنت مجرد عضو أو عضو مجلس إدارة فقال لهم أنا السكرتير الثقافي للنادي , فأخذه إلى السجن فورا. أما أنا فقد التحقت بعد يومين بالجماعة وكان معي في نفس الوقت عبدا لله الجيدة وعبدا لله الباكر واحمد معرفية وهم من غير أعضاء النادي وإنما تعتقد السلطة  أن لهم توجهات سياسية قومية.
قضينا في السجن 21 يوماً دون محاكمة فقمنا بإضراب عن الطعام, وبعده تم إطلاق سراحنا بعد تدخل أبائنا مع عدد من رجالات قطرالخيرين ومنهم عبد العزيز الغانم وخالد بن علي الخليفي الذي لم يكن احد من أقاربهم في السجن.
 
 

 وثائق النادي:

النظام الأساسي لنادي الطليعة
ليلة القبض  على نادي الطليعة :ذكريات محمد العالي

 

صور نادي الطليعة:

لمشاهدة صور نادي الطليعة اضغط هنا